معاينة
.::...::. مبروك لكل مصر الانتصار على الظلم والفساد .::...::. نبارك لكل الناجحين فى كل المراحل .::...::. لكِ اللهُ يا مصرُ .::...::. معا لتدعيم اقتصاد بلادنا .::...::.


صدى الحياة

صدى الحياة

عامل الناس كما تحب أن تُعامَل
يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة في جو نقي .. بعيد عن صخب المدينة وهمومها ، سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة .. وأثناء سيرهما ..


تعثر الطفل في مشيته .. سقط على ركبته.. صرخ الطفل على إثرها بصوتِ مرتفع تعبيراً عن ألمه : آآآآه فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل :آآآآه
نسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت : ومن أنت؟؟
فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟؟
انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً .. : بل أنا أسألك من أنت ؟
ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت؟فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب .. فصاح غاضباً :"أنت جبان"
!!فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل ..وبنفس القوة يأتي الرد: أنت جبان !

أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم , الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد وقبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس

تعامل _الأب كعادته _ بحكمة مع الحدث .. وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة ..وصاح في الوادي..." إني أحترمك "
كان الجواب من جنس العمل أيضاً .. فجاء بنفس نغمة الوقار" إني أحترمك "
..عجب الشاب من تغير لهجة المجيب ..

ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً :" كم أنت رائع "فلم يقلّ الرد عن تلك العبارة الراقية : كم أنت رائع !
ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية ،
علق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة....

أي بني ..نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء صدى ..لكنها في الواقع هي الحياة بعينها .. إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها ..ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها
الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك

إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك ..
وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك ..
وإذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك ..
وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك ..
إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك ..
وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً
لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء

أي بني .. هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة وهذا ناقوس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة

إنه صدى الحياة..
ستجد ما قدمت وستحصد مازرعت
إذا خرجت الكلمة من القلب دخلت في القلب ، وإذا خرجت من اللسان لن تتجاوز الآذان

عامل الناس كما تحب أن تعامل فكر بما تود قوله ,,,وارسم الكلمة في جوفك قبل أن ترسلها إلى من حولك لأن ألوانها إما ستبهرهم وإما أن تعميهم … فاختار ألوانك الجميلة من الحروف والكلمات وراقبها وهي تخرج بطريقة تليق بك وبمن أمامك …
لا تنتظر المبادرة ممن يعملون معك … ولكن تعاون معهم لإنجاز مهامهم إن استطعت …
لا تكتسب عداوة أحد بسلوكك … فإن لم تتمكن أن تكسبه صديقا فلا تتخذه عدوا …
لا تسمح أن يلقى على سمعك كلام لا يليق بإنسانيتك … وقابلهم بكلام لائق يليق بك … وستكسب نفسك وتحرجهم
وعندما يغضبك أحد احبس كلماتك في جوفك ورتبها … ثم ألقيها عند هدوئك لتفجر مسامع من جرحك …
لا تسمح لأحد أن يشعرك بالعجز أو الحزن أو الكسل .. استمر ولا تتوقف لأنهم لا يقدرون ولأنهم لا يستحقون

عندما تنوي القيام بعمل ما … قرر … ثم إقدم …لا تحتار … لأن معظم الفرص نضيعها بالتردد بأخذ القرار
ردد القول الشريف (إعقل وتوكل)
عندما تقدم على عمل ما ونشعر بقدرتنا على إنجازه وتنفيذه فلماذا نتردد ولا نسمع صوت العقل بداخلنا ؟ونسمع صوت المشككين بقدراتنا على إنجاز الأعمال …
عندما تصعد الى مصعد بناية عالية أنت وحدك تقرر إلى أين ستصعد ؟ لتتوقف عنده لتصل إلى المكان الذي تريده..فهل يعلم أحد غيرك إلى أين ستصل؟ لأن لا أحد يعرفك أكثر من نفسك … ولا يجب أن يفرض عليك المحطة التي سيتوقف هو بها لأنها لا تناسب وجهتك … التي قررت التوجه لها …

0 التعليقات:

انصروا غزة " لن تسقطى ابدا "


cursor
للدخول على بريدك بالياهو

Yahoo! ID: Password:

مع تحيات ادارة المنتدى